الجدية في الخدمة

05 يوليو 2025

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين
من الأمور المؤثرة قول نحميا " ولم أكن أنا ولا إخوتي ولا غلماني ولا الحراس الذين ورائي نخلع ثيابنا كان كل واحدٍ يذهب بسلاحهِ إلى الماء " ( نح 4 : 23 ) جدية نحميا يريد أن يبني السور في خلال مدة بسيطة فقسَّم العمل بهمة ونشاط بنى السور في اثنين وخمسين يوماً بُناء السور له معنى روحي أنه عمل البُناء الداخلي للإنسان نحن نخدم والخدمة أهم من بُناء السور الخدمة هي أن نُحضِر كل إنسان كامل للمسيح لو أطعمت وسقيت وكسيت إنسان هذا جيد لكن لو خلَّصته من النار الأبدية فهذا عمل أهم مشكلة أن معظم الذين تربوا في الكنيسة أمر طبيعي أن يصير خادم ما شعوره بالخدمة والرسالة ؟ما هي غيرته على إخوته ؟ قد يكون الأمر روتين وجزء اجتماعي وتقليد أين الجزء الروحي وإيماني بالعمل ؟ ماذا أفعل في الخدمة وأين غيرتي على خلاص نفسي وخلاص إخوتي " من يضعُف وأنا لا أضعُف من يعثُر وأنا لا ألتهب " ( 2كو 11 : 29 ) حصروا نسبة المُترددين على الكنائس فوجدوها 12 % في الوجه القبلي و8 % في الوجه البحري أي حوالي 10 % فقط يُقال عليهم مُتدينين و90 % لا يأتون الكنيسة كيف أغار على من لم يأتي وكيف أسعى إليه وأُدخِله الكنيسة دون أن يكلفني أحد ؟
هذه أمانة عمل ولا أنتظر كلمة تشجيع من أحد " اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورُد لي خبراً " ( تك 37 : 14) الله يطلب منك أن تفتقد سلامة أولاده وترد له خبر إحساسك بالرسالة مهم شعورك أنك أنت مُمثل الله أمام الناس ومُمثل الناس أمام الله تقف أمام الله بشعب مدينة وتقف أمام الناس تحمل صورة الله قد تسمع خادم يقول لك لا أحد يسأل عني ولم يعُد لي حاجة في شئ لا مادمت لا تشعر بمن حولك سيكون لك هذا الشعور بصِغَر النفس ثبت أن أكثر الناس رفاهية هم أكثر الناس انعزال واكتئاب وأكثرهم سقوط في الخطايا الدول الأكثر تقدُّم شعوبها أكثر كآبة لأن من فيها أخذ كل شئ ولم يشبع الله أوجدك لرسالة هي خلاص نفسك وخلاص إخوتك أنت دخلت إعداد خدام لنشر رسالة المسيح الله في العهد القديم أراد إعلان خلاصه واسمه فأعلنهما من خلال أُناس اختارهم مثل أبونا إبراهيم ونسله وقال لهم أنتم نسل مقدس يُعلن اسمي وعملي في العالم وكان مقياس الناس لقوة الإله أنه يوسع تخومهم وينصرهم ويُزيد خيرهم هكذا فعل الله مع شعبه ليُعلن نفسه للعالم الله يُعلن نفسه من خلالك أي ممكن آلاف يعرفون المسيح بك ماذا تفعل مع شخص دخله فكر شك أو جذبه العالم ؟ أحياناً لا نصلي من أجله بل ندينه ونشوه صورته ونُعلن له أنه مرفوض وكأننا بدلاً من أن نُنقِذ غريق نُزيد غرقه لو عرفت شخص بعيد عن الله هل تغار عليه وتُصلي لأجله وتعامله كأنك لا تعلم عنه شئ بل يكفي أن تهتم به أم تشوه صورته ؟
المتنيح أبونا بيشوي كامل كان يخدم في كنيسة العذراء وكان يمتلك دراجة وكان يدخل الخدمة والمخدوم الذي لا يراه متواجد يذهب بالدراجة ليُحضِره لذلك استخدمه الله حتى أنه قيل عنه أنه ليس كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج فقط بل كاهن الإسكندرية كلها توسع في بُناء الكنائس ليس لإشباع ذاته بل لأنه يعلم أن الخدمة هي تكميل لعمل الله والذي لا أستطيع أن أفعله أنا يفعله غيري صلِ من أجل خلاص نفسك وخلاص غيرك ماذا تعني الخدمة بالنسبة لك ؟ هي ليست تعبير عن وقت فراغ بل قد تعتبرها لون من ألوان التسلية أما جوهر الخدمة فيضيع جوهر الخدمة هو الصلاة والقداس والتسبحة والعشية و هذا يعلن عن أن داخلك غير مُشبَّع بالمسيح فصارت الخدمة نشاط اجتماعي فقط لكي تخدم لابد أن تكون غيور وجاد وحنون ومُهتم وقلبك ملتهب عندما يرى الله قلب ملتهب يحرك قلوب من حوله فيقولون فلان بهذه الحرارة لماذا لا نقترب نحن أيضاً لله مثله ؟ أبونا إبراهيم كان وسيط أمام الله عن سدوم والله أحب هذا الأمر كن وسيط مثله قل له تحنن واذكر أولادك والبعيدين والذي يبتعد عن الله ضع اسمه في أجبيتك وعلى المذبح الخدمة محتاجة قلب ملتهب وفكر مشغول بالله والذي يخدم بعكس هذه الصفات فهذا دخل الخدمة ليُشبِع ذاته فيكون ذو حساسية عالية ويهتم بمظاهر الخدمة عندما تعقب لابان أبينا يعقوب قال له أبونا يعقوب أنت غيَّرت أجرتي عشرة مرات كان بالنهار يأكلني الحر وبالليل يأكلني البرد أنت كنت تحاسبني ولو ضاعت غنمة كنت تحسبها عليَّ ( تك 31 : 38 – 41 ) إن كان أبونا يعقوب يسهر على خراف عشرين سنة ألا يستحق قطيع المسيح المقدس أن نسهر عليه ؟!
كانت إنسانة غير أرثوذكسية في دار مُسنين وكان الأب الكاهن الذي يفتقد الدار مُتعب وعرف الأب الكاهن أنها خصصت ليلة صلاة كاملة أسبوعية لسنوات الخدمة هي عمل الله محتاجة قلب ملتهب وشعور برسالة وإنسان عينه على الكل وغير أناني إحساس إنك لا تعرف كيف تخدم وأن الناس لا تستجيب هذا إحساس مريض أتى من الذات جدعون كان يرى نفسه صغير ومع الله صار إنسان آخر والذي قال لله ارسل من تُرسل قال له أيضاً هآنذا ارسلني عندما تنظر لنفسك في ضوء المسيح ترى نفسك قوي " أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يُقويني “ ( في 4 : 13) .. ” لأن محبة المسيح تحصرُنا " ( 2كو 5 : 14) كثيرون يتوهون ويتركون وتحت ضعف محتاجين خدمتنا وصلواتنا ومحبتنا ليس لكي يُقال في النهاية أنك شخص جذاب وتُعلن صورتك لا بل لتُعلن صورة المسيح بأمانة ولتكن فيك روح تعمل بأمانة المسيح اِعطِ الله فرصة ليعمل فيك ويستخدمك وكلما شعرت أنك ضعيف هذا شعور جيد واسعى للعمل ولا تصل إلى صِغَر النفس كلما قلت أنك ضعيف في ضوء المسيح يستخدمك الله أكثر ويتمجد فيك فتقول أنا ما أنا بل المسيح أنا أكثر الضعفاء لكن به قوي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل